شكر وامتنان
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الاكارم فى مدونة سبحان الله وبحمده سلام الله عليكم
تحياتى وامتنانى لتشريفى ودعوتى الى مدونتكم الهادفة والمميزة
داعيا الله ان تكون فى ميزان حسناتكم
بسم الله الرحمن
الرحيم
دعوة عااااااامة الى محبى الشعر العربى ............
تعالوا معا ؛؛
نتريض فى بساتين اللغة العربية
مع الشاعر العباسى االعباس بن الأحنف..شاعر عذري تأخّر به زمنُه
في ديوان الشعر العباسي - عبر عصوره المختلفة - يسطع شعر العباس بن الأحنف دليلاً على المغايرة والاختلاف. نحن في ديوانه مع شاعر ينتمي بوجدانه إلى كوكبة شعراء الحب العذري, الذين أنضجتهم قيم البادية: تكريمًا للمرأة وصيانة لها, وحفاظًا على شرفها وعفافها, وأشربتهم العاطفة الدينية, المتأثرة بروح الإسلام, تقديسًا وإجلالاً للعلاقة مع المرأة, واعتبروا أنفسهم - في حال تضحيتهم ومعاناتهم وصبرهم وجَلدهم وتحمّلهم - شهداء لهذا الحب, الذي هو قدرهم وقضاؤهم, لا فكاك منه, ولا موجب للتمرّد عليه.
يقول قيس بن الملوح (مجنون ليلى):
قضى الله بالمعروف منها لغيرنا وبالشوق مني والغرام قضى ليا
ويقول جميل بن معمر (جميل بثينة):
لكل حديث عندهن بشاشة وكلّ قتيل عندهن شهيد
ويقول كُثيّر بن عبدالرحمن (كثير عزة):
فوالله ثُمّ الله ما حلّ قَبْلَها ولا بعدها من خُلّةٍ حيثُ حلّتِ
ويقول قيس بن ذريح (قيس لبنى):
فليس لأمرٍ حاول الله جمْعَهُ مُشتٌ, ولا ما فرّق اللهُ جامعُ
ويقول عُروة بن حزام (عروة عفراء):
وإني لأهْوَى الحشرَ إذ قيل إنني وعفراءَ يوم الحشْرِ مُلتقيانِ
ويقول الصِّمةُ القُشيْري (عاشق ريّا):
سلام على الدنيا فما هي راحةٌ إذا لم يكن شملي وشملكمو معا
كأنا خُلْقنا للنّوى, وكأنما حرام على الأيام أن نتجمّعا
ويقول ابن الدُّميْنة (صاحب أميمة):
أرى الناس يرجون الربيع وإنما ربيعي الذي أرجو نوالُ وصالكِ
وفي شعر هؤلاء, وفي شعر غيرهم من العُذريين, أصحاب الشعر العفّ, تلقي البادية بظلالها: قسوة حياة تُعلّم التحمّل والصبر, وجدْبُ معاش يُعلّم الرضا بالقليل, وليس إلا أنسام هذا الحب - الآمل اليائس معًا - تهبُّ كريح الصَّبا, لتلطف من هجير المعاناة, وتُثبّت من ركائز القيم وقيود النفس على رغائب الجسد.
وعندما يتغير العصر, وتتغير الحياة, وتبتعد البادية عن العين والقلب والذاكرة, يصبح وجود شاعر كابن الأحنف, في بغداد: حاضرة العالم العربي الإسلامي في زمانه, لا يحفل بأن يكون شعره في مدح أو فخر أو هجاء, بل كان- كما تقول أخباره - أقرب إلى الجليس والسمير. وأكثر شعره في (فوز), التي كشفت عن حقيقتها الشاعرة والباحثة العراقية د. عاتكة الخزرجي في رسالتها للدكتوراه عن العباس, وأوضحت أنها عُليّة بنت الهدى وأخت هارون الرشيد, فكنى عنها العباس باسْم (فوز).
وقد التفت معاصروه وأهل زمانه إلى قيمته الشعرية, وتفرّده لغةً وطريقًا, يقول عنه بشار بن برد: (مازال غلام بني حنيفة يُدخل نفسه فينا ويخرجها حتى قال:
أبكى الذين أذاقوني مودّتهم حتى إذا أيقظوني للهوى رقدوا
واستنهضوني, فلما قمتْ مُنتصبًا بثقْل ما حمّلوني منهمو قعدوا
وروي عن وفاته أنها كانت وهو في طريقه إلى الحج قادمًا من البصرة, وأنه أنشد قبل موته هذه الأبيات الشجيّة, المفعمة بالشجن, وأسى الغربة والبعاد, المحكمة اللغة والتعبير:
يا غريب الدار عن وطنه....مُفْردًا يبكي على شجنه
كلّما جدّ البكاءُ به دبّت ......الأسقامُ في بدنه
ولقد زاد الفؤاد شجيً ......طائرٌ يبكي على فننه
شفّه ما شفّني فبكى .......كلّنا يبكي على سكنه
ومن أرق شعره في (فوْز): القناع الشعري لمحبوبته (عُلية بنت المهدي) أبيات يقول فيها:
ولي يوم شيّعتُ الجنازة قصةٌ غداة بدا البدر الذي كان يُحجبُ
أشرتُ إليها بالبَنانِ فأعرضَتْ تَبسَّمُ طوْرا, ثم تَزْوي فتقطبُ
غداة رأيتُ (الهاشمية) غُدْوةً تهادى حواليْها من العِين ربربُ
فلم أَرَ يومًا كان أحسن منظرًا ونحن وقوفٌ وهي تنْأَى وتندبُ
ولابد أن كلمة (الهاشمية) في هذا السياق, كانت من بين الدلائل, التي استندت إليها عاتكة الخزرجي في الكشف عن حقيقة المحبوبة التي تغنّى بها العباس في كثير من قصائد ديوانه, ! لكن لغة الشعر - في مجازها ومراوغتها - أتاحت له أن يقول:
يا دار (فوْزٍ) لقد أورثْتني دَنفًا ......وزادني بُعد داري عنكمو شَغفا
حتى متى أنا مكروبٌ بذكركمو .........أُمسي وأُصبحُ صبّا هائمًا دَنِفا
لا أستريحُ ولا أنساكمو أبدًا ولا ........أرى كرْبَ هذا الحبِّ منكشفا
ما ذقتُ بعدكمو عيْشًا سُررتُ.......... به ولا رأيتُ لكم عِدْلاً ولا خَلَفا
إني لأعجبُ من قلبٍ يُحبّكمو ..........وما أرى منكمو بِرّا ولا لُطُفا
لولا شقاوة جدَي ما عرفتكمو ..........إن الشقيَّ الذي يشْقَى بمن عَرَفا
مازلتُ بعدكمو أهذي بذ........كأنّ ذكركمو بالقلب قد رُصفا
ياليت شعري وما في ليت من ............فَرَجٍ هل مامضى عائدٌ منكم, وما سَلَفا
اصرِفْ فؤادَكَ يا عباسُ مُنصرفا ............عنها, يكن عنك كرُبُ الحبِّ مُنصرفًا
لوكان ينساهمو قلبي نسيتهمُو ..........لكنّ قلبي لهم والله قد أَلِفا
أشكو إليك الذي بي يا مُعذّبتي............. وما أقاسي وما أَسْتطيعُ أن أَصِفا
..........................................................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق