سم الله الرحمن الرحيم
مرحبا بكم واهلا فى رحلة جديدة وبستان جديد من بساتين لغتنا الجميلة
واخترت لكم اليوم بستان الشاعر العباسى
.............
يروى أن أبو أبو دلامة هو شاعر من العصر العباسي ،اسمه (زَنْدُ بن الجَوْن) ،عاش في الكوفة وعاصر خلفاء بين العباس (السفاح والمنصور والمهدي ) لم يكن من كبار الشعراء ، لكنه كان خفيف الظل ،سريع الجواب ، حاضر النكتة ..ما دخل على أحد إلا أضحكه ..وقد اخترت لكم بعضاً من نوادره دخل يوماً على الخليفة العباسي (المهدي) وكان عنده جماعة من بني هاشم ومن أقاربه ، فطلب منه الخليفة بإلحاح أن يهجو واحداً من الحضور ..
فأخذ أبو دلامة ينظر إلى القوم، فكلما نظر إلى واحد منهم غمزه بأن عليه رضاه.
قال أبو دلامة:
فازددت حيرة من أمري ..فمن عساني أهجو ؟؟ .. إما أن أهجو رجال بين هاشم أولي القدر والمكانة ! ..أو أهجو أحد وزراء الخليفة و رجاله ذوي السلطان ..! أو أن أهجو الخليفة نفسه ..!!
فعلمت أنى قد وقعت، وأنها أزمة من الأزمات لابد منها، فلم أر أحداً أحق بالهجاء منى، ولا أدعى إلى السلامة من هجاء نفسي .. فقلت :
ألا بـلـغ لديـك أبا دلامة ————– فلستُ من الكرام ولا كرامة
جمعتُ دمامةً وجمعت قبحاً————-كذاك اللؤم تتبعه الدمـامـة
إذا لبس العمامة قلتُ قردٌ ————-وخنزيرٌ إذا خلـع العمامــة
فإن تك قد أصـبت نعيم دنيا ———— فلا تـفرح فـقد دنت القيامة
وخرج يوماً أبو دلامة مع الخليفة المهدي و”علي بن سليمان” في رحلة صيد ، فظهر لهم ظبيٌ ؛ فرماه المهدي بالقوس
فأصابه، ورمى علي بن سليمان فأصاب كلب الصيد !،
فضحك المهدي وقال لأبي دلامة: (قل في هذا شيئاً.. ) .
فقال أبو دلامة :
قد رمى المهديّ ظبياً—— شكّ بالسهــم فؤاده
وعليّ بن سليــمــــا—— ن رمى كلباً فصاده
فهنيئاً لهما كــــل ——- امرىءٍ يأكــل زاده
فاستفرغ المهدي ضحكاً وأمر له بجائزة.
ويروى أيضاً أنه دخل يوم وفاة الخليفة العباسي( أبي العباس السفاح) على زوجته أم سلمة بنت يعقوب المخزومية يعزيها عنه ،
وكان هو أحد القلائل المنتفعين من خلافته ،فبكى وأنشد قصيدةً منها:
أمسيت بالأنبار يابن محمّدٍ————-لا تستطيع من البلاد حويلا
ويلي عليك وويل أهلي كلّهم———-ويلاً وهولاً في الحياة طويلا
فلتبكينّ لك النساء بعبرةٍ————–وليبكينّ لك الرجــال عوـيلا
مات النّدى إذ متّ يابن محمد———–فجعلته لك في التراب عديلا
إن أجملوا في الصبر عنك فلم يكن—-صبري ولا جلدي عليك جميلا
يجدون منك خلائفاً وأنا امرؤٌ—— لو عشت دهري ما وجـدت بديلا
إني سألت النّاس بعدك كلّهم———فوجدت أسمح من وجدت بخيلا
فقالت له أم سلمة: يا أبا دلامة والله ما أصيب (أي تضرر )أحد بموت أمير المؤمنين غيري وغيرك ؟
فأجاب أبو دلامة : لا والله ما أصيب أحدٌ سواي ، أنت لك ولد منه تتسلين به، وأنا لا ولد لي منه.!
فضحكت أم سلمة ولم تكن ضحكت منذ مات أبو العباس، وقالت: يا زند ، ما تدع أحداً إلا أضحكته !.
——————————–
وله مع الموت موقف آخر.. لما ماتت حمادة بنت علي بن عبد الله بن عباس – عمة الخليفة المنصور – ، وقف الخليفة المنصور على شفير قبرها حزيناً ينتظر الجنازة ، وكان أبو دلامة حاضراً ، فقال المنصور متأثراً :ما أعددت لهذه الحفرة يا أبا دُلامة ؟
وبالرغم من جلال الموقف ، والحزن الذي يخيم على المكان ، وتأثّر المنصور وحزنه ، كل ذلك لم يؤثر على طبيعة أبي دلامة وعادته ، فقال للخليفة : أعددت لها عمةُ أمير المؤمنين يؤتى بها الساعة !
فضحك الخليفة ومن كان في الموكب جميعهم ..
وخرج أبو دلامة مع روح بن حاتمٍ المهلبي في بعث لقتال الشراة، فلما نشبت الحرب أمره روح بمبارزة فارس من الشراة يدعو إلى البراز، فقال أبو دلامة:
أني أعوذ بروحٍ أن يقدمني ... إلى البراز فتخزي بي بنو أسد
إن البراز إلى الأقران أعلمه ... مما يفرق بين الروح والجسد
قد خالفتك المنايا إن صمدت لها ... وإنها لجميع الخلق بالرصد
إن المهلب حب الموت أورثكم ... وما ورثت اختيار الموت عن أحد
لو أن لي مهجةً أخرى لجدت بها ... لكنها خلقت فرداً فلم أجد
فضحك منه روح وأعفاه.
ومن طرائف ومواقف ابو دلامة وحسن التخلص من المواقف الكثير الى روتها عنه كتب التاريخ ...وارجو ان تنال اعجابكم
مع تحياتى
حاتم الحندى
مرحبا بكم واهلا فى رحلة جديدة وبستان جديد من بساتين لغتنا الجميلة
واخترت لكم اليوم بستان الشاعر العباسى
.............
ابو دلامة
يروى أن أبو أبو دلامة هو شاعر من العصر العباسي ،اسمه (زَنْدُ بن الجَوْن) ،عاش في الكوفة وعاصر خلفاء بين العباس (السفاح والمنصور والمهدي ) لم يكن من كبار الشعراء ، لكنه كان خفيف الظل ،سريع الجواب ، حاضر النكتة ..ما دخل على أحد إلا أضحكه ..وقد اخترت لكم بعضاً من نوادره دخل يوماً على الخليفة العباسي (المهدي) وكان عنده جماعة من بني هاشم ومن أقاربه ، فطلب منه الخليفة بإلحاح أن يهجو واحداً من الحضور ..
فأخذ أبو دلامة ينظر إلى القوم، فكلما نظر إلى واحد منهم غمزه بأن عليه رضاه.
قال أبو دلامة:
فازددت حيرة من أمري ..فمن عساني أهجو ؟؟ .. إما أن أهجو رجال بين هاشم أولي القدر والمكانة ! ..أو أهجو أحد وزراء الخليفة و رجاله ذوي السلطان ..! أو أن أهجو الخليفة نفسه ..!!
فعلمت أنى قد وقعت، وأنها أزمة من الأزمات لابد منها، فلم أر أحداً أحق بالهجاء منى، ولا أدعى إلى السلامة من هجاء نفسي .. فقلت :
ألا بـلـغ لديـك أبا دلامة ————– فلستُ من الكرام ولا كرامة
جمعتُ دمامةً وجمعت قبحاً————-كذاك اللؤم تتبعه الدمـامـة
إذا لبس العمامة قلتُ قردٌ ————-وخنزيرٌ إذا خلـع العمامــة
فإن تك قد أصـبت نعيم دنيا ———— فلا تـفرح فـقد دنت القيامة
وخرج يوماً أبو دلامة مع الخليفة المهدي و”علي بن سليمان” في رحلة صيد ، فظهر لهم ظبيٌ ؛ فرماه المهدي بالقوس
فأصابه، ورمى علي بن سليمان فأصاب كلب الصيد !،
فضحك المهدي وقال لأبي دلامة: (قل في هذا شيئاً.. ) .
فقال أبو دلامة :
قد رمى المهديّ ظبياً—— شكّ بالسهــم فؤاده
وعليّ بن سليــمــــا—— ن رمى كلباً فصاده
فهنيئاً لهما كــــل ——- امرىءٍ يأكــل زاده
فاستفرغ المهدي ضحكاً وأمر له بجائزة.
ويروى أيضاً أنه دخل يوم وفاة الخليفة العباسي( أبي العباس السفاح) على زوجته أم سلمة بنت يعقوب المخزومية يعزيها عنه ،
وكان هو أحد القلائل المنتفعين من خلافته ،فبكى وأنشد قصيدةً منها:
أمسيت بالأنبار يابن محمّدٍ————-لا تستطيع من البلاد حويلا
ويلي عليك وويل أهلي كلّهم———-ويلاً وهولاً في الحياة طويلا
فلتبكينّ لك النساء بعبرةٍ————–وليبكينّ لك الرجــال عوـيلا
مات النّدى إذ متّ يابن محمد———–فجعلته لك في التراب عديلا
إن أجملوا في الصبر عنك فلم يكن—-صبري ولا جلدي عليك جميلا
يجدون منك خلائفاً وأنا امرؤٌ—— لو عشت دهري ما وجـدت بديلا
إني سألت النّاس بعدك كلّهم———فوجدت أسمح من وجدت بخيلا
فقالت له أم سلمة: يا أبا دلامة والله ما أصيب (أي تضرر )أحد بموت أمير المؤمنين غيري وغيرك ؟
فأجاب أبو دلامة : لا والله ما أصيب أحدٌ سواي ، أنت لك ولد منه تتسلين به، وأنا لا ولد لي منه.!
فضحكت أم سلمة ولم تكن ضحكت منذ مات أبو العباس، وقالت: يا زند ، ما تدع أحداً إلا أضحكته !.
——————————–
وله مع الموت موقف آخر.. لما ماتت حمادة بنت علي بن عبد الله بن عباس – عمة الخليفة المنصور – ، وقف الخليفة المنصور على شفير قبرها حزيناً ينتظر الجنازة ، وكان أبو دلامة حاضراً ، فقال المنصور متأثراً :ما أعددت لهذه الحفرة يا أبا دُلامة ؟
وبالرغم من جلال الموقف ، والحزن الذي يخيم على المكان ، وتأثّر المنصور وحزنه ، كل ذلك لم يؤثر على طبيعة أبي دلامة وعادته ، فقال للخليفة : أعددت لها عمةُ أمير المؤمنين يؤتى بها الساعة !
فضحك الخليفة ومن كان في الموكب جميعهم ..
وخرج أبو دلامة مع روح بن حاتمٍ المهلبي في بعث لقتال الشراة، فلما نشبت الحرب أمره روح بمبارزة فارس من الشراة يدعو إلى البراز، فقال أبو دلامة:
أني أعوذ بروحٍ أن يقدمني ... إلى البراز فتخزي بي بنو أسد
إن البراز إلى الأقران أعلمه ... مما يفرق بين الروح والجسد
قد خالفتك المنايا إن صمدت لها ... وإنها لجميع الخلق بالرصد
إن المهلب حب الموت أورثكم ... وما ورثت اختيار الموت عن أحد
لو أن لي مهجةً أخرى لجدت بها ... لكنها خلقت فرداً فلم أجد
فضحك منه روح وأعفاه.
ومن طرائف ومواقف ابو دلامة وحسن التخلص من المواقف الكثير الى روتها عنه كتب التاريخ ...وارجو ان تنال اعجابكم
مع تحياتى
حاتم الحندى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق