ترجمه

رساله الترحيب

مصر النيل ترحب بكم وتتمني قضاء وقت سعيد معنا ويمكنكم التواصل علي هذا الاميل ebage11@gmail.com الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . أخرجه البخاري

التوقيت العالمي

تحية

حكمة اليوم هي

اعلانات مصر النيل

مصر النيل ترحب بكم وتتمني قضاء وقت سعيد معنا ويمكنكم التواصل علي هذا الاميل ebage11@gmail.com

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 6 يونيو 2013

رحلة فى بساتين لغتنا الجميلة

 بسم الله الرحمن الرحيم 

اهلا بكم اصدقائى الكرام فى رحلتنا الاسبوعية 
وتعالوا معا نقف عند هذا البستان الفريد فى زهوره ورياحينه وشذاه 
وايضا مأساته 
انه بستان الشاعر عروة بن حزام 

شهرته في العشق تطغى على شهرته في الشعر، ومأساته في عشقه لابنة عمه «عفراء» تفوق بكثير قصة أي عاشق - في العصر الأموي - لمحبوبته، حتى لو كان قيس بن الملوّح عاشق ليلى، هو عروة بن حزام.
• قصة عروة بن حزام وعفراء واحدة من أكثر قصص الغرام قسوة في التراث
• قصائد الشاعر استخدمت بحراً شعرياً يناسب الشجن
• الجانب الانتقامي في القصيدة جاء طبيعيًا بلا تعسف
• بهذه القصيدة عُدَّ عروة بن حزام أحد الشعراء العذريين البارزين
تروي كتب التراث العربي قصته بوصفه أحد المتيّمين العرب، وأنه مات في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه. ولما عرف عمه بحبه لابنته قال له: هي امرأتك إن شاء الله.
لكن أمها كانت تريد لها رجلاً ثريًّا وزوجًا يدفع فيها مهرًا كبيرًا. ولم يجد عروة بدًّا من السعي عند عمّ له ثري في اليمن طالبًا عونه في تفريج كربته.
وفي أثناء غيبته خطبها رجل ثري فوافق أبوها على زواجها منه تحت ضغط أمها وبإلحاح منها. وعاد عروة من رحلته في اليمن حاملاً مهر عفراء، ليفاجأ بقصة نسجها عمُّه عن وفاة عفراء، وذهب به إلى قبر جدّده وأصلح منه ليقنعه بأنه مثواها، لكن جارية باحت بالسّر لعروة، الذي رحل من توّه إلى الشام واستقبله الزوج - الذي أتاح له اللقاء بعفراء - وسمع منهما ما كشف له عن حبّهما الشريف العفيف، وبلغ به التأثر من حالهما مبلغًا عظيمًا فعرض على عروة أن يطلقها من أجله فرفض، وعاد من الشام يعاني شدة المرض والهزال والغشيان، بعد أن فشل عرّاف اليمامة - طبيب ذلك الزمان - في مداواته وشفائه. ويقولون إن عفراء - لما بلغها نبأ موته - عام ثلاثين هجرية - لحقت به بعد ثلاثة أيام، ليسدل الستار على واحدة من أشدّ مآسي الحب العذري معاناةً وقسوة.

لنعد إلى عروة وهو يستهلّ قصيدته، ويُطلعنا على أوجاعه وآلامه، وما أصابه من آلام وقروح، ومنزلة عفراء ومكانتها في قلبه ووجدانه، مُطالبًا صاحبيْه بأن يكونا رسوليه إليها:
خليليَّ من عُليا هلال بن عامرٍ
بصنعاءَ عوجا اليوم وانتظراني
ولا تزهدا في الأجر عندي وأجملا
فإنكما بي اليومَ مُبتليانِ
أفي كلِّ يومٍ أنت رامٍ بلادَها
بعينيْن إنساناهما غَرِقانِ
ألا فاحملاني بارك الله فيكما
إلى حاضر البلقاء ثم دعاني
ألِمَّا على عفراءَ إنكما غدًا
بِشحْطِ النّوى والبيْن مُفترقانِ
فيا واشيْ عفراءَ، ويحكما بمنْ؟
وما؟ وإلى من جئتما تَشيانِ؟
بمن لو أراهُ عانيا لفديْتهُ
ومن لو رآني عانيًا لَفَداني
متى تكشفا عنِّي القميص تَبيَّنا
بيَ الضُّرَّ من عفراءَ يا فَتيَانِ
إذن تريا لحمًا قليلاً، وأعظُما
بَلِين، وقلبًا دائم الرجفانِ
لكنّ «عفراء» تستحق من الشاعر وقفة خاصة، تفيها حقّها من اهتمام الشاعر والتفات من يتلقى النصّ من بعده،
يقول عروة:
على كبدي من حُبّ «عفراء» قرْحةٌ
وعينانِ من وجدي بها تكفانِ
فعفراءُ أرجى الناس عندي مودةً
وعفراءُ عني المعرضُ المتداني
إذا رام قلبي هجْرهَا حال دونه
شفيعان من قلبي لها جَدِلان
إذا قلتُ: لا، قالا: بلى، ثم أصبحا
جميعًا على الرأي الذي يريانِ
فيا ربّ أنت المستعانُ على الذي
تحمّلْتُ من عفراء منذ زمانِ
فيا ليت كلَّ اثنين بينهما هوًى
من الناسِ والأنعامِ يلتقيانِ
فيقضي حبيبٌ من حبيبٍ لُبانةً
ويرعاهما ربّي فلا يُريانِ
ويا ليت مَحْيانا جميعًا وليتنا
إذا نحن متْنا ضمَّنا كفنان
وهذه الأبيات الثلاثة الأخيرة تصور حجم المحبة التي يشتمل عليها قلب عروة لكل اثنين بينهما هوًى، من الناس وحتى الأنعام، داعيًا بأن يتحقق لهما اللقاء الذي يرومان، ويقضي كل منهما لبانته بعيدًا عن عيون الناس بفضل رعاية من الله،
ثم نعود إلى قول عروة في عفراء:
يقول ليَ الأصحابُ إذ يعذلونني
أشوقٌ عراقيٌّ وأنت يَماني؟
تحمّلت من عفراءَ ما ليس لي به
ولا للجبال الراسياتِ يدانِ
كأنَّ قطاةً عُلِّقت بجناحها
على كبدي من شدّة الخفقانِ
ولا يفوت عروة، في حُميّا معاناته وطغيان وجده وآلامه أن يعرض لوقفته مع عرّافَيْ اليمامة ونجد، وكان الأمل أن يشفياه، بعد أن استخدما كلَّ الرقي والتعاويذ، ثم أعلنا عن عجزهما وفشلهما.فى مداواته وشفائه ..
في ختام الأمر، يقول:
جعلتُ لعراف اليمامة حكمه
وعرّاف نجدٍ إن هما شفياني
فقالا: نعم نشفي من الداء كُلِّه
وقاما مع العُوّاد يبتدرانِ
فما تركا من عُوذةٍ يعرفانها
ولا رُقيةٍ إلا بها رَقياني
وقالا: شفاك الله، والله ما لنا
بما حَملتْ منك الضلوعُ يدانِ
فَرُحتُ من العرّافِ تسقطُ عمتي
عن الرأس، ما ألتاثُها ببنانِ
معي صاحبا صدقٍ إذا ملْتُ ميْلةً
وكانا بجنبي سُرْعَ ما عذلاني
كما لا يفوته أن ينزل على عمِّه - الذي غدر به ولم يفِ بوعده له واستسلم لإرادة زوجته - بأشدّ ألوان النقمة واللوم، والدعاء عليه بأن يحدث له ما حدث لعروة نفسه من ابتلاء وهوان، وأن يذهب قلبه شعاعًا مقسّمًا في كل مكان، واصفًا إياه بالغدر والغدر سجية فيه، أي طَبْع وصفة ملازمة، فيقول:
فيا عمِّ يا ذا الغدْرِ لا زلْتَ مُبْتلًى
حليفًا لهمٍّ لازمٍ وهوانِ
ولا زلت في شوقٍ إلى من هويتهُ
وقلبُك مقسوما بكلِّ مكانِ
غدْرتَ وكان الغدر منك سجيّةً
وألزمْتَ قلبي دائمَ الخفَقانِ
وأورثتني غمًّا وكرْبًا وحسرةً
وأورثت عيني دائم الهملانِ
وكأنه ينتقم من عمِّه الغادر الذي حرمه لقاء عفراء والاجتماع بها في الدنيا، عندما يقول له إنه سيلتقي بعفراء في يوم الحشر، ولذا فهو يتعجّل هذا اليوم،

ألا يا غرابيْ دمنة الدار، بَيِّنا
أبالهجر من عفراء تنتجيانِ؟
فإن كان حقًّا ما تقولانِ، فاذهبا
بلحمي إلى وكريْكما فكُلاني
كُلانيَ أكلاً لم ير الناسُ مثله
ولا تهضما جنبيَّ وازدرداني
ولا يعلمنّ الناسُ ما كان ميتتي
ولا يأكلنَّ الطيرُ ما تذرانِ
وفي مثل هذه القصة من قصص العشق المأساوية، ينفتح المجال ويتسع لأحاديث الوشاية والنميمة، ونقل الكلام من طرف إلى طرف ومن مكان إلى مكان، هذا هو الذي يملأ فضاء البادية ويُخفّف من صمتها ويشغل الناس فيها صباح مساء.

ألا لعن الله الوشاةَ، وقولهم
فلانةُ أضحتْ خُلّةً لفلانِ
إذا ما جلسْنا مجلسًا نستلذّهُ
تواشوا بنا حتى أملَّ مكاني
تكفّلني الواشون من كلِّ جانب
ولو كان واشٍ واحدٌ لكفاني
ولو كان واشٍ باليمامة أرضهُ
أُحاذرهُ من شُؤمه لأتاني
لكنّ قلب عروة مازال ينزف من غدر عمّه به وقسوته عليه حين طلب منه أن يكون مهر عفراء ثمانين ناقة، وهو لا يملك غير ثمانٍ، وتراوحه ذكريات رحلته من أجل أن يجمع هذا المهر ومعه صاحبه الذي يُسْليه ويسرِّي عنه، وهو يقول:
يكلّفني عمي ثمانين ناقةً
وما ليّ يا عفراءُ غيرُ ثمانِ
فوالله ما حدَّثتُ سرَّكِ صاحبًا
أخًا لي، ولا فاهت به الشفتانِ
سوى أنني قد قلت يومًا لصاحبي
ضحًى، وقلُوصانا بنا تَخدانِ
ألا حبّذا من حبِّ عفراءَ واديا
نعامٍ وبرْكٍ حيث يلتقيانِ
ضَحينا ومسَّتْنا جَنوبٌ ضعيفةٌ
نسيمٌ لريّاها بنا خفقانِ
تحمّلْتُ زفراتِ الضحى فأطقْتُها
وما لي بزفراتِ العشيِّ يدانِ
ويبدو أنه لم يشْف غليله تمامًا من خيانة عمه وسوء فَعْلته به، فهو يعود ثانية - قرب ختام قصيدته - إلى الدعاء عليه ألا يُنعم عليه بالسُّقيا من ذي قرابة،
فيا عمّ لا سُقّيت من ذي قرابةٍ
بلالاً، فقد زلّت بك القدمانِ
ومنَّيْتني عفراءَ، حتى رجوْتُها
وشاع الذي مُنّيتُ كلَّ مكانِ
فوالله لولا حُبُّ عفراء ما التقى
عليَّ رواقا بيتك الخَلَقانِ
رواقانِ خفّاقانِ لا خير فيهما
إذا هبـّت الأرواحُ يصطفقانِ
ولم أتبع الأظعان في رونق الضحى
ورحْلي على نَهّاضة الخدَيان
(نهاضة الخديان: الناقة السريعة الجري)
أعفراءُ كم من زفرةٍ قد أذقْتني
وحزنٍ أذابَ العيْن بالهملانِ
كأنَّ وشاحيْها إذا ما ارتدتهُما
وقامت، عنانا مُهرةٍ سلسانِ
فويلي على عفراء ويْلاً، كأنه
على الكِبْد والأحشاءِ حدُّ سِنانِ
أُحبُّ ابنة العذريِّ حُبًّا، وإن نأَتْ
ودانيتُ منها غيْرَ ما مُتدانِ
وقد تركتْني ما أعي لمحدّثٍ
حديثًا، وإن ناجيْتهُ ونَجاني
وقد تركَتْ عفراءُ قلبي كأنه
جناحُ غرابٍ دائمُ الخفقَان
هذه اللغة الشفيفة، الخالصة الصفاء والنقاء، وهذا الإيقاع المتدفق الرنان، المفعم بالشجن والأسى،، هي كلُّها بعض تجليات العربية وجمالاتها في هذا النص الشعري البديع...... لعروة بن حزام
مع خالص تحياتى .......
حاتم الجندى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

adfanyo

Buy Facebook Fans, Free Fan Exchange, Earn Money Online